أعلنت الخطوط الجوية البريطانية استئناف رحلاتها إلى العاصمة المصرية القاهرة بدءا من اليوم الجمعة وبعد
توقف دام نحو أسبوع "لأسباب أمنية".
وقالت الخطوط البريطانية في بيان إنها "راجعت الترتيبات الأمنية" وستستأنف رحلاتها في ضوء ذلك. ولم يقدم البيان أي تفاصيل إضافية بشأن طبيعة القضية الأمنية التي دفعت الشركة إلى تعليق رحلاتها إلى القاهرة الأسبوع الماضي.
وكانت شركة الطيران الألمانية "لوفاتهانزا" علقت رحلاتها إلى القاهرة السبت الماضي لكنها استأنفتها بعد توقف دام يوما واحدا.
وفي 20 يوليو/تموز، قالت الخطوط البريطانية إنها ستعلق رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع "كأجراء احترازي".
وقالت الشركة البريطانية في بيانها الأخير "في أعقاب تقييم دقيق للترتيبات الأمنية، يسرنا أن نعلن استئناف رحلاتنا من القاهرة وإليها ... ابتداءً من 26 يوليو/تموز".
وتُسير الخطوط البريطانية حاليا رحلة من مطار هيثرو في لندن إلى القاهرة ورحلة عودة منها يوميا.
وقالت الشركة البريطانية في بيانها الأخير "في أعقاب تقييم دقيق للترتيبات الأمنية، يسرنا أن نعلن استئناف رحلاتنا من القاهرة وإليها ... ابتداءً من 26 يوليو/تموز".
وتُسير الخطوط البريطانية حاليا رحلة من مطار هيثرو في لندن إلى القاهرة ورحلة عودة منها يوميا.
ولم تقدم الشركة البريطانية الكثير من التفاصيل عن أسباب تعليق رحلاتها، الأمر الذي أثار انتقادات من إدارة الخطوط الجوية المصرية المملوكة للدولة التي وصفت قرار الشركة البريطانية بأنه "يفتقد إلى مبرر منطقي".
وقد أعرب وزير الطيران المدني يونس المصري عن استيائه من قرار الشركة البريطانيةوقد قالت الخارجية البريطانية في نصائحها للبريطانيين المسافرين إلى مصر الجمعة الماضية إن "هناك خطرا متزايدا من الإرهاب ضد الطيران. وإن هناك إجراءات أمنية إضافية مطبقة للرحلات المغادرة من مصر إلى بريطانيا".
كما حذرت الوزارة من السفر إلى مناطق معينة في مصر، بيد أنها صنفت القاهرة ضمن المناطق الآمنة ونصحت فقط بمراجعة تحديثات نصائحها للمسافرين قبل السفر إليها.
وفي أعقاب التفجير الذي أدى إلى تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الروسية فوق شبه جزيرة سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، كانت بريطانيا واحدة من الدول التي علقت مؤقتا رحلاتها من مصر وإليها.
كانت الحالة هي الأندر لعيب خلقي قلما يحدث، وهو التصاق التوائم من جهة الرأس!
تمكنت بي بي سي من الكشف حصريا عما جرى خلال سلسلة من العمليات الرائدة بأحد المستشفيات البريطانية لفصل الاختين صفا ومروة.
في صالة العمليات يحتشد ط
أنجبت زينب بيبي سبعة أطفال قبل أن تحمل بتوأمها، وقد وضعتهم جميعا في البيت وكانت تعتزم أن تضع توأمها هذه المرة في البيت أيضا.
ولكن حين أظهر فحص الموجات الصوتية وجود مشكلة نصحها الأطباء بضرورة اللجوء للمستشفى لتضع وليديها.
كانت فترة عصيبة بالنسبة للأسرة، فقبل شهرين من الولادة توفي زوج زينب بالسكتة القلبية.
كذلك حذرها فريق الولادة الطبي باحتمال أن يكون التوأم ملتصقا ولكن لم يذكروا منطقة الإلتصاق.
ولم يبد أن أحدا يعي مدى المضاعفات التي قد يحملها المستقبل.
في السابع من يناير/كانون الثاني 2017 ولدت زينب توأمها بعملية قيصرية في مستشفى حياة آباد في بيشاور على بعد 50 كيلومترا من منزلها في
شمالي باكستان.
ولم تلتق زينب بوليدتيها فور الولادة إذ لزم أن تتعافى من الجراحة أولا.
كان محمد سادات حسين، جد الطفلتين، أول من عرف أن الصغيرتين ملتصقتين بالرأس وهي الحالة الأندر بين حالات الالتصاق القليلة أصلا.
وصل الجد إلى قسم الولادة بالمستشفى حاملا الحلوى للممرضات تهنئة بالوليدتين كما جرت العادة.
وكان
ما زال في حداد على ابنه المتوفى واختلطت مشاعره عند رؤية حفيدتيه، إذ
يقول: "كنت سعيدا لرؤيتهما بينما أفكر ماذا عساي أن أفعل بهما وهما ملتصقتا
الرأس؟"
مضت خمسة أيام قبل تعافي زينب بما يكفي لتلتقي بوليدتيها، وقد حملوا إليها صورة لهما كي تستعد نفسيا.
ولكنها تقول إنها أحبت البنتين ما أن رأتهما.
"كانتا جميلتين. شعرهما جميل وبشرتهما بيضاء. لم أفكر حتى في كونهما ملتصقتين. لقد رزقني الله بهما".
سُميت إحداهما صفا والأخرى مروة على اسم الصفا والمروة في مكة.
وبعد شهر من الولادة خرج التوأمان من المستشفى ووافقت الأسرة على السعي لفصلهما إذا كان ذلك ممكنا.
عرض مستشفى عسكري إجراء العملية ولكن رجح مسؤولوه أن تموت إحدى البنتين جراء ذلك فرفضت الأم المجازفة بأي منهما.
وجرى بحث خيارات أخرى، وحين بلغت البنتان من العمر ثلاثة أشهر أتيح للأسرة الإتصال بجراح أعصاب الأطفال أويس جيلاني الذي يعمل بأحد أشهر مستشفيات
الأطفال في العالم، مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن.
وكانت المصادفة أن جيلاني نفسه من مواليد كشمير القريبة من مسقط رأس الأسرة وقد وجد ما يجمعه بالطفلتين.
وبعد
الاطلاع على صور الأشعة للطفلتين رأى الجراح إمكانية فصلهما بأمان على أن تجرى العملية قبل عامهما الأول للحصول على أفضل النتائج.
حينها بدأ السباق مع الزمن.
قبل أغسطس/آب 2018 حصلت الأسرة على تأشيرات دخول المملكة المتحدة ولكن لم
يتوفر لهم بعد التمويل اللازم للعمليات التي تجرى على نفقة المريض ولا
يتكفل بها التأمين الصحي البريطاني، ولم يكن جيلاني قد تمكن إلا من جمع القليل من المال المطلوب لتسديد التكاليف الطبية.
بلغت
البنتان 19 شهرا من العمر أي أكثر بكثير من السن الذي يحبذه المستشفى لإجراء العملية. ولو تأخر الوقت أكثر من ذلك فقد يصبح الفصل أشد خطورة
وتتدنى فرص التعافي لاحقا.
وبالتالي نصح جيلاني الأسرة بالقدوم فورا إلى إنجلترا.
اقم طبي يقارب العشرين فردا يعملون جميعا وكأنهم رجل واحد.
يجري
العمل بسلاسة وبحركات جميعها محسوبة دون أن يبدر ما يدل على توتر أو قلق بل أن الأنامل والأيادي تباشر بحرص مهماتها واحدة تلو الأخرى.
غير أن ما يجري ليس عملية معتادة، إذ تظهر الأضواء الباهرة لصالة العمليات
كتلة مدثرة هي في الواقع جسدا طفلتين هما صفا ومروة الملتصقتين عند الرأس،
وقد انكشف مخاهما أثناء انهماك الجراحين في عملية فصل شبكة معقدة من الأوعية الدموية المشتركة بينهما.
ولكن سرعان ما يتلاشى هدوء صالة العمليات وسكونها بإنذار يطلقه أطباء التخدير.
فالدم من مخ صفا لا ينساب بشكل صحيح بل ينتقل إلى أختها.
إذ يسبب ذلك ضغطا اضافيا على قلب مروة لتصبح حالتها غير مستقرة بشكل خطير.
يصدر
أطباء التخدير الأوامر في صالة العمليات ويُبلِّغون الجراحين بحالة الصغيرتين وفق المؤشرات التي تظهر عندهم بينما ينهمكون في محاولة إيصال
المريضتين إلى وضع مستقر.
يقول أحدهم: "أعتقد أن الصدمة بالكهربائية أصبحت ضرورية".
تثبّت المجسات على صدر مروة استعدادا لذلك، بينما يرفع كبير الجراحين كلتا يديه كإشارة تحذير وينسحب للخلف بينما ينتظر الجميع.
لو فقدوا مروة فربما فقدوا صفا أيضا.